هبة عبد الجواد
حوار مع أستاذي |
” انتبهي يا ابنتي “!
نطق بها أستاذي أثناء درس في المنطق والفلسفة، فقلت له: انتبه من ماذا؟
قال لي: هناك ما يسمى الوعي الساذج
فسألته في شغف: وما هو ” الوعي الساذج ” ؟
قال لي: في هذه المرحلة التي يحاول الجيل البحث عن إجابة لأسئلة كثيرة في عقله، وينطلق حاملاً أي فكرة جديدة موقنًا بأنّ فيها الخلاص، ثم تراه يكرر نفس أخطاء الماضي.
إن الوعي الحقيقي هو ما كان مبنيًا على خريطة إدراكية مستقلة غير تابعة لأحد. الوعي الحقيقي لا يكون أسيرًا للتربية الكلامية والإطناب في اللغة؛ فنحن بحاجة إلى التنظير القائم على تحليل الواقع للمساعدة على فهمه وتطويره بشكل كامل وليس الإبداع في رص الكلمات وتزيينها بما لا يفيد. الوعي الحقيقي هو ما يدفع الإنسان إلى التواصل والإتصال لا الانغلاق والانعزال والتمرد على الحياة. الوعي الحقيقي يا ابنتي يشعر الإنسان معه دائمًا أنه جاهل، وأنه في حالة طلب علم مستمر، وليس شخصًا متعالمًا.
وبهذا الوعي سيشعر الإنسان باستقرار نفسي وفكري.
.. : جميل أستاذي، وكيف السبيل إلى ذلك ؟
تبسم ضاحكًا ثم قال: آهٍ منكم يا هذا الجيل، لقد اعتدتم بعد كل حديث أن تُوضع لكم الخطوات للوصول إلى الهدف . .
و أردف قائلاً : ما رأيك أن تفكري فيما قلت وفقط، وستجدي نفسك بدافع داخلي ستطبيقنه بلا (روشتة علاج من طبيب) .. أنتم أصحاء يا ابنتي وفيكم أمل كبير وستصلون إلى ما تريدون بسهولة.
هذه الطريف في الكتابة مفيدة جدا، فهي نوع من مرطبات للفكر…. تحتاج لتكثيف في الطرح او باب لها.